الخميس، 14 مارس 2013
لَكِ الله
إذا فقدت المرأة زوجها... وهي ترعى طفلة صغيرة... كيف يكون حالها؟
لـقيتها لـيتني مـا كـنت القاها
أثـوابـها رثّـةٌ والـرجل حـافية
بـكت مـن الفقر فاحمرّت مدامعها
مـات الذي كان يحميها ويسعدها
الـموت أفـجعها والـفقر أوجعها
فـمنظر الـحزن مـشهود بمنظرها
كـرّ الـجديدين قـد ابلى عباءتها
ومـزّق الـدهر ويل الدهر مئزرها
تـمشي بـأطمارها والـبرد يلسعها
حـتى غـدا جسمها بالبرد مرتجفا
تمشي وتحمل بـاليسرى وليدتها
قد قـمّطتها بـأهدام مـمزّقة
مـا أنـس لا أنس أنيّ كنت أسمعها
تـقول يـا ربّ لا تـترك بلا لبن
مـاتـصنع الأم في تربيب طفلتها
يـا ربّ مـا حيلتي فيها وقد ذبلت
مـا بـالها وهـي طول الليل باكية
يـكاد يـنقدّ قـلبي حـين أنظرها
ويـلـمّها طـفلة بـاتت مـروّعةً
تـبكي لـتشكوَ مـن داءٍ ألـم بها
قـد فـاتها النطق كالعجماء أرحمها
ويـح ابـنتي أن ريب الدهر روّعها
كـانت مـصيبتها بـالفقر واحدة
هـذا الـذي في طريقي كنت أسمعه
حـتى دنَـوت إلـيها وهي ماشية
وقـلت يـا أخت مهلاً أنني رجل
سـمعت يا أخت شكوىً تهمسين بها
هـل تسمح الأخت لي أني أشاطرها
ثـم اجـتذبت لها من جيب ملحفتي
وقـلت يا أخت أرجو منك تكرِمتي
فـأرسلت نـظرةً رعـشاءَ راجفةً
وأخـرجت زفـرات مـن جوانحها
وأجـشهت ثـم قالت وهي باكية
لو عمّ في الناس حسَنٌ مثل حسّك لي
أو كـان في الناس انصاف ومرحمة
هـذي حـكاية حال جئت أذكرها
أولـى الأنـام بـعطف الناس أرملةٌ
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق