السبت، 8 فبراير 2014

تفاحة آدم


تفاحة آدم

 

   وقف آدم ­_عليه السلام_ أمام شجرة التفاح، ينظر إليها بفضول... لماذا مُنعت منها؟! يقترب من ثمرها، يتحسسه، يستنشق عبقه، ثم يتراجع.

   يخرج له من خلف الشجرة رجل أنيق الثياب، ينظر إلى آدم بعجب! لماذا تراجعت؟!

  قال آدم: إن الله أمرني ألا أقترب من الشجرة!!

  (يضحك يسخرية) ويقول: في هذه الشجرة ملك وسعادة... ألم تسأل نفسك لماذا مُنعت منها؟!

  رجع آدم خطوتين إلى الوراء، انتقل الرجل بناظريه إلى المرأة الواقفة خلف آدم، _على وجهها الدهشة وحب الإستطلاع_ قدمت إلى آدم وامسكت يده وقالت: لنجرب ولو قضمة واحدة...

   نظر إليها محتارًا ورجع خطوتين إلى الوراء....

  شدت على يده وجذبته معها إلى الشجرة، وقطفت الثمرة وناولتها آدم... فأخذ آدم التفاحة وأكلها... وإذا بثيابهما تتساقط من على أجسامهم!! فلم يجدا غير ورق الشجر سترًا لهما....

   ضحك الرجل وذهب بعيدًا دون أن يلتفت إليهما.

   الحب هو أصل إيجاد الأشياء، فبالحب أنجبت الأنثى العالم، وبالحب أخطأ أبونا آدم وذهب إلى الشجرة، وبالحب آمنت خديجة بنت خويلد _رضي الله عنها_ بمحمد _صلى الله عليه وسلم_ فكانت حصنه الداخلي.

       إن العالم قائم على المرأة! ألم تنهي أتيا ملك أنتوني؟! (1) ألم تشعل البسوس حرب دامت أربعين سنة؟! ألم ترعى خديجة _رضي الله عنها_ الإسلام في مهده بمالها ومكانتها؟!

  المرأة مخلوق ضعيف! فهي لا تملك مقومات الرجل من قوة وبطش... لكن لديها أسلحة أخرى تفوق ما يملكه الرجل! قال تعالى " إن كيدكن عظيم ".(2)

  فأين ما سخرت المرأة كيدها ستصل لمبتغها، فهي التي تبني الأجيال، وتزرع فيهم البذرة الأولى.

  وقد كان فيما مضى _قبل الميلاد_ من اتخذ من المرأة رب! ولو تأملنا اسم أُمنا حواء؛ لوجدت الإسم مشتق من الحياة! ولو أردت أن تعلو من قدر الرجل؛ تُؤنث اسمه! ألا نقول للعالم: علامه؟! ألا نصف الرجل بأنه فهامة؟!

  ومن حكمة الرسول _صلى الله عليه وسلم_ أن أوصى بالنساء وبرعايتهم " استوصوا بالنساء خيرا..." (3).

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1-         أنتوني ذهب لمصر وتزوج بكيلوبترا وخان حبه الأول أتيا في روما فجهزت جيش جرار وأنهت عصر أنتوني وكيلوبترا.

2-         سورة يوسف آيه 28.

3-         رواه الشيخان.